كلمات تذكيرية لا بد منها مع بداية رمضان، شهر الطاعة والعبادة والقرآن. وخير عنوان رأيته عن فضل هذا الشهر وأهميته أنه دورة تدريبية يخضع لها المؤمن توصله إلى مقام الإحسان الذي يعلو مقام الإسلام والإيمان.
اهتم السلف الصالح في شهر رمضان المبارك بتلاوة القرآن، وعدُّوها أهم عبادة في هذا الشهر، فكرسوا أوقاتهم كلّها للتلاوة المستمرة في هذا الشهر، فكان منهم من يختم في كل يوم، ومنهم في كل أسبوع، ومنهم من تكون تلاوته في الصلاة قائماً، وغير ذلك. ويأتي بعد التلاوة، قراءة السيرة النبوية، والتمعن في أحداثها ومواقفها، وإطالة التفكر والنظر في أقواله صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، أي في الأحاديث الشريفة.
وأما الأذكار فأهمها الاستغفار، والإكثار من قول "لا إله إلا الله". وفيها معنى جميل جداً هو تخلية القلب من الذنوب والمعاصي بالاستغفار، ثم تحلية القلب وبناؤه بأفضل الذكر، وبكلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، وهو المنهج القرآني في التعامل مع الفطرة الإنسانية، لا يقبل أن يكون البناء إلا على أساس متين، ولا يرضى أن يداخل الثوب الأبيض بقعٌ سوداء مخزية.
وتأتي الصلاة على وقتها، والصلاة في المسجد مع الجماعة، وصلوات النفل كقيام الليل في التراويح، والتهجد، وصلاة الضحى في أهم العبادات الرمضانية التي تحيي في الإنسان ضميره وحسه في التمييز بين الخير والشر، فتنهاه عن الفحشاء والمنكر، وهناك هدية نبوية لكل من يصلى العشاء في جماعة، والفجر في جماعة بأنه نال ثواب قيام الليل كلّه.
وأهم الأمور التي تقرب المؤمن من مرتبة الإحسان، اشتراطُ تركِ اللغوِ والمخاصَمَةِ والتي تعني صبراً جديداً يضاف إلى أخلاق المسلم العامة، وقول المؤمن عند سماعه اللغو أو كلام الفسق "اللهم إني صائم"، معناه الحقيقي تعففٌ عن اللغو والكلام السيئ والمشاركة في المخاصمات، خلافاً لما يراه الإنسان في شوارع المدن المسلمة إذ تكثر المشاحنات والمخاصمات، وكأن رمضان قد سلخ منه جلده فوقع عظاماً هشة بلا روح، وصار قول الصائم "إني صائم" يحمل دلالة "دعني فأنا لا أقدر على الكلام ولا على العمل، وهو العكس تماماً للمطلوب من الصائم، والمرتجى من شهر رمضان.
وفكرة أخرى أحب التنبيه عليها، بعد أن غابت قيمة الصبر في شهر رمضان المبارك عن المسلمين، غياب قيمة الإتقان أيضاً عن صُنَّاعِهم وموظَّفِيهم وعمالهم، وكأن شهر رمضان شهرُ ضياع الحقوق والتقصير في المسؤوليات، وهو ما لا يمت إلى حكمة الصِّيام وفائدته بصلة.
والفِكَر السابقة كلها تدور في فلك مراقبة الله في الأفعال والأقوال كلها، بأن يكون حضور الهيبة والخشية من الله ثابتاً في نفس المؤمن، وأن يكون الضمير الإنساني مستيقظاً، والأدب مع العباد ومع رب العباد حاضراً. وهذا هو جوهر الإحسان الذي نصَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشرحه لجبريل عليه السلام عندما سأله عن الإحسان؟ فأجاب: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك. وهو خلاصة وجوهر العبادات الرمضانية كلها.
والخلاصة أن الصوم هو دورة ترفع قيمة المراقبة الذاتية، وتربي الضمير الحي في نفس الإنسان، وعلى هذا فجائزة هذا الفعل هي من الدرجة ذاتها، ألا وهي نسبة فعل الصيام إلى الله عز وجل مباشرة، وعمل المؤمن على التشبه بصفاته تعالى، وأما الأولى فهي من خلال قوله تعالى في الحديث القدسي: "الصوم لي وأنا أجزي به"، رواه البخاري ومسلم ورجال السنن، فنسبه تعالى لنفسه. وأما الثانية فهي من خلال ترك الطعام والشراب والنكاح، وتغليب طلبات الروح على طلبات الجسد، ومحاولة الوصول إلى قيمة الصبر والرحمة والجود والمسامحة والمغفرة، وهي كلها من صفاته تعالى.
وتأتي صدقة الفطر –وهي واجبة على كل مسلم غني أو فقير، كبير أو صغير، بشرط أن يمتلك قوت يومه فقط، ومقدارها خمسين ليرة إلى مئة ليرة سورية يجب أن تدفع قبل صلاة العيد- تأتي هذه الصدقة لتؤكد هذا المعنى، وهو التشبه بصفة الها المعطي الكريم، من جميع المسلمين، وليس الأغنياء منهم فحسب.
أسأل الها أن يتقبل من الجميع صيامه وقيامه وعباداته، ويجمعنا يوم القيامة مع الأبرار المخلصين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
اهتم السلف الصالح في شهر رمضان المبارك بتلاوة القرآن، وعدُّوها أهم عبادة في هذا الشهر، فكرسوا أوقاتهم كلّها للتلاوة المستمرة في هذا الشهر، فكان منهم من يختم في كل يوم، ومنهم في كل أسبوع، ومنهم من تكون تلاوته في الصلاة قائماً، وغير ذلك. ويأتي بعد التلاوة، قراءة السيرة النبوية، والتمعن في أحداثها ومواقفها، وإطالة التفكر والنظر في أقواله صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، أي في الأحاديث الشريفة.
وأما الأذكار فأهمها الاستغفار، والإكثار من قول "لا إله إلا الله". وفيها معنى جميل جداً هو تخلية القلب من الذنوب والمعاصي بالاستغفار، ثم تحلية القلب وبناؤه بأفضل الذكر، وبكلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، وهو المنهج القرآني في التعامل مع الفطرة الإنسانية، لا يقبل أن يكون البناء إلا على أساس متين، ولا يرضى أن يداخل الثوب الأبيض بقعٌ سوداء مخزية.
وتأتي الصلاة على وقتها، والصلاة في المسجد مع الجماعة، وصلوات النفل كقيام الليل في التراويح، والتهجد، وصلاة الضحى في أهم العبادات الرمضانية التي تحيي في الإنسان ضميره وحسه في التمييز بين الخير والشر، فتنهاه عن الفحشاء والمنكر، وهناك هدية نبوية لكل من يصلى العشاء في جماعة، والفجر في جماعة بأنه نال ثواب قيام الليل كلّه.
وأهم الأمور التي تقرب المؤمن من مرتبة الإحسان، اشتراطُ تركِ اللغوِ والمخاصَمَةِ والتي تعني صبراً جديداً يضاف إلى أخلاق المسلم العامة، وقول المؤمن عند سماعه اللغو أو كلام الفسق "اللهم إني صائم"، معناه الحقيقي تعففٌ عن اللغو والكلام السيئ والمشاركة في المخاصمات، خلافاً لما يراه الإنسان في شوارع المدن المسلمة إذ تكثر المشاحنات والمخاصمات، وكأن رمضان قد سلخ منه جلده فوقع عظاماً هشة بلا روح، وصار قول الصائم "إني صائم" يحمل دلالة "دعني فأنا لا أقدر على الكلام ولا على العمل، وهو العكس تماماً للمطلوب من الصائم، والمرتجى من شهر رمضان.
وفكرة أخرى أحب التنبيه عليها، بعد أن غابت قيمة الصبر في شهر رمضان المبارك عن المسلمين، غياب قيمة الإتقان أيضاً عن صُنَّاعِهم وموظَّفِيهم وعمالهم، وكأن شهر رمضان شهرُ ضياع الحقوق والتقصير في المسؤوليات، وهو ما لا يمت إلى حكمة الصِّيام وفائدته بصلة.
والفِكَر السابقة كلها تدور في فلك مراقبة الله في الأفعال والأقوال كلها، بأن يكون حضور الهيبة والخشية من الله ثابتاً في نفس المؤمن، وأن يكون الضمير الإنساني مستيقظاً، والأدب مع العباد ومع رب العباد حاضراً. وهذا هو جوهر الإحسان الذي نصَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشرحه لجبريل عليه السلام عندما سأله عن الإحسان؟ فأجاب: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك. وهو خلاصة وجوهر العبادات الرمضانية كلها.
والخلاصة أن الصوم هو دورة ترفع قيمة المراقبة الذاتية، وتربي الضمير الحي في نفس الإنسان، وعلى هذا فجائزة هذا الفعل هي من الدرجة ذاتها، ألا وهي نسبة فعل الصيام إلى الله عز وجل مباشرة، وعمل المؤمن على التشبه بصفاته تعالى، وأما الأولى فهي من خلال قوله تعالى في الحديث القدسي: "الصوم لي وأنا أجزي به"، رواه البخاري ومسلم ورجال السنن، فنسبه تعالى لنفسه. وأما الثانية فهي من خلال ترك الطعام والشراب والنكاح، وتغليب طلبات الروح على طلبات الجسد، ومحاولة الوصول إلى قيمة الصبر والرحمة والجود والمسامحة والمغفرة، وهي كلها من صفاته تعالى.
وتأتي صدقة الفطر –وهي واجبة على كل مسلم غني أو فقير، كبير أو صغير، بشرط أن يمتلك قوت يومه فقط، ومقدارها خمسين ليرة إلى مئة ليرة سورية يجب أن تدفع قبل صلاة العيد- تأتي هذه الصدقة لتؤكد هذا المعنى، وهو التشبه بصفة الها المعطي الكريم، من جميع المسلمين، وليس الأغنياء منهم فحسب.
أسأل الها أن يتقبل من الجميع صيامه وقيامه وعباداته، ويجمعنا يوم القيامة مع الأبرار المخلصين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.